بسبب طلاء الأظافر وصبغ الشعر.. انتحار طالبة يثير الجدل حول قمع الحريات في إيران
بسبب طلاء الأظافر وصبغ الشعر.. انتحار طالبة يثير الجدل حول قمع الحريات في إيران
كشف مجلس تنسيق النقابات المهنية للمعلمين في إيران عن انتحار الطالبة آيناز كريمي في قرية دريس بمنطقة كازرون، بعد تعرضها لعنف وتهديدات من مديرة المدرسة بسبب "عدم الالتزام بالآداب العامة"، بعد قيامها بطلاء أظافرها وصبغ شعرها.
ضغوط مجتمعية وأسرية
أوضح المجلس أمس الجمعة، أن آيناز، وهي طالبة في الصف الثاني عشر، كانت تحمل طموحات كبيرة للمستقبل، لكنها عانت من مضايقات من مديرة المدرسة، رحيمي والتي تواصلت مع شقيق الطالبة، مطالبة بإخراجها من المدرسة، مما أضاف ضغوطًا أسرية ومجتمعية دفعت آيناز لاتخاذ قرار إنهاء حياتها. بحسب موقع إيران إنترناشيونال.
صمت رسمي ومطالبات بالتغيير
وأشار المجلس إلى أن المسؤولين في كازرون لم يتخذوا أي إجراء دفاعي عن حقوق الطلاب، مفضلين الحفاظ على مناصبهم، وترك تساؤلات حول ضرورة معالجة هذه الظواهر السلبية بدلًا من التستر عليها، واعتبر المجلس أن السياسات الأيديولوجية القمعية لا تهدد مستقبل الطلاب فحسب، بل تحطم إرادتهم وحياتهم.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع لمراسم دفن الطالبة آيناز في كازرون، ودعا المجلس لإنهاء القمع والسياسات الأيديولوجية داخل المدارس، مطالبًا بتحويل النظام التعليمي إلى أداة قائمة على الإنسانية والمعرفة.
حوادث مشابهة
وفي حادثة أخرى مشابهة، أفادت وكالة "ركنا" بانتحار الطالبة الأفغانية أريزو خاوري في طهران، بعد تعرضها لضغوط لفرض الحجاب، وذكر والدها أنها تعرضت لمضايقات بسبب ارتدائها بنطالًا بدلًا من الزي الرسمي، ما يزيد من القلق حول تزايد هذه الظاهرة في إيران.
صوت المواطنين
وعبر العديد من المواطنين في استطلاع لقناة "إيران إنترناشيونال"، عن تجاربهم السلبية مع ضغوط الحجاب داخل المدارس. وقال أحدهم إن بعض المدرسين يطبقون التعليمات بحماس زائد، ما يخلق جوًا مشحونًا من الخوف والقلق بين الطالبات.
تأثير على نفسية الطلاب
أعرب مواطنون عن قلقهم من أن السياسات التعليمية المتشددة تحول المدارس إلى بيئة مشابهة للثكنات العسكرية، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للطلاب، ويُفقدهم التركيز المطلوب للتعليم.
وتصاعدت الضغوط مؤخرا على الطلاب لإجبارهم على الالتزام بالزي الإسلامي وفي حديث مؤخرًا، أكد وزير التعليم الإيراني، علي رضا كاظمي، أن أولوية الوزارة هي إقامة الشعائر الدينية.
يذكر أن أجواء من التوتر شهدتها إيران خلال الفترة الماضية بعد احتجاجات عارمة أعقبت وفاة الشابة الكردية مهسا أميني عام 2022 أثناء احتجازها بسبب مخالفتها لقواعد اللباس، تسببت تلك الاحتجاجات في مقتل مئات الأشخاص واعتقال الآلاف، مما أبقى قضية الحريات الشخصية في إيران قيد الجدل.